في مثل هذا اليوم، السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة، وقعت غزوة بدر الكبرى، أول وأعظم معركة فاصلة بين الحق والباطل، بين قوى التوحيد والإيمان بقيادة المصطفى ﷺ، وقوى الشرك والباطل من قريش.
غزوة بدر الكبرى، يوم الفرقان، يوم التقى الجمعان، ذلك الحدث العظيم الذي غيّر مجرى التاريخ. وقعت المعركة في أرض بدر.
في هذا اليوم المبارك، نصر الله عباده المؤمنين وأيّدهم رغم قلة عددهم، فقد كانوا 314 رجلًا، في مواجهة جيش قريش الذي بلغ عدده ألف مقاتل، فكان النصر حليف الإيمان، وانهزم الشرك رغم تفوقه في العدد والعدة.
في غزوة بدر كان أعظم الدروس قوة الدعاء والثقة بالله، فعندما نظر النبي ﷺ إلى جيش المشركين الذين بلغوا ألف مقاتل، ورأى أن أصحابه لا يتجاوزون 314 رجلًا، رفع يديه إلى السماء يناجي ربه، مستغيثًا به قائلاً:
“اللهم أنجز لي ما وعدتني! اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض”
وظل ﷺ يدعو ويتضرع حتى سقط رداؤه من على كتفيه من شدة الابتهال، فجاءه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأعاد الرداء عليه وقال:
“كفاك يا نبي الله، بأبي وأمي، مناشدتَك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك!”
فاستجاب الله لنبيه، وأيّد المؤمنين بمدد من السماء، كما قال تعالى:
﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾
(سورة الأنفال: 9)
كان هذا اليوم شاهدًا على أن النصر لا يكون بالكثرة، بل بالإيمان والثبات والتوكل على الله. فقد قال الله تعالى يذكر المؤمنين بهذه النعمة العظيمة:
﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾
(سورة آل عمران: 123)
وروى الإمام مسلم عن النبي ﷺ أنه قال:
“هذا جبريل آخذ برأس فرسه، عليه أداة الحرب”
إشارة إلى نزول الملائكة لمساندة المؤمنين، فكان النصر حليف المسلمين، واندحر المشركون رغم تفوقهم في العدد والعدة.
غزوة بدر درسًا خالدًا في تاريخ الإسلام، حيث أظهر الله فيها نصره للمؤمنين، وأثبت أن القوة الحقيقية ليست في العدد والعدة، بل في الإيمان واليقين والتوكل على الله.
﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ۖ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
(سورة الروم: 4-5)
سلطان المرواني
غزوة بدر الكبرى .. القصة الكاملة